nubian blogger

Saturday, March 25, 2006

توماس وعافية.. رحلة إلى بلاد النوبة

توماس وعافية.. رحلة إلى بلاد النوبة

الصحفى احمد جويلى
وتلك الضجة التي أثيرت حول زيارته
للبانتوستات النوبية
----------
فؤاد شباكا

السيد رئيس التحرير جريدة
العربى الناصرى ـ تحية طيبة
http://www.al-araby.com/articles/1000/060312-1000-inv03.htm

ان مشهد الأعلام المصرى المتصاعد في حجب الحقائق الناصعة والاَدلة الساطعة، أثبتت ولحد يومنا هذا فشله الذريع في تلبية حاجة
الفرد لحياة حرة من قيود الابتذال، والانحدارالفكرى، ومن التواصل لفشله التكتيكي لياخذ مداه في تعميق مأزقه الأعلامى .. فأن خلط الاوراق لأضفاء صفة الوطنية المتدثرة بلحاف الكارتونية الباسلة، واستقطاب قلة قليلة من الكتبة النوبيين المتهاوين، من أدعياء الثقافة والكتابة، الذين كرسوا خطواتهم التراجعية بمواقف انعزالية ضيقة، وارتضوا لأنفسهم اللعب وفق القواعد التي ارادها السلطة الاستكبارية ، على حساب التأييد الشعبي للأديب النوبى والناشط السياسى حجاج أدول، ومن محاولة ضرب أفكاره الهادفة، والنيل من سمعته ونجاحاته الكبيرة فى الأدب المصرى والنوبى، وهي المسألة التي تثير حفيظة وحسد اعداء النجاح الذين يحاولون النيل منه، والتى لا تناغم مع اهداف الغوغائيين العابثين، والصائدين فى الماء العكر للعبث بالمطالب النوبية المشروعة، وتكريس الدفع العنصرى وبعناوينه المختلفة لتيارات وقوى تتظلل بالمظلة العنصرية ، ومحاولة جر الساحة النوبية الى استقطابات حادة، كأحد بدائل ومخارج لتفسيخ الحراك النوبى وتفكيكه وتقسيمه، من خلال دلائل ومؤشرات لا يمكن التغاضي عنها ... نقول لهؤلاء أنهم إلى زوال، وشعب النوبة لا بد سيستعمل مكنسته المصنوعة من نخيل النوبة لكنسهم ورميهم على مزبلة التاريخ .. ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الزيارة الأخيرة للصحفى احمد فؤاد جويلى ( جريدة العربى الناصرى ) فى مناطق البانتوستات النوبية، (المغلقة بالحواجز الاسمنتية) ، هدفها هو التفكيك والتقسيم ، وإلى فتح صراع بين القوى النوبية الداعمة للمطالب النوبية، باسلوب دراماتيكي مراوغ ، فاذا اخذنا هذه الحقيقة فقط، فان الصحفى احمد جويلى يساهم بقوة في تبنى سياسة فرق تسد، والتى تنبع من منبــع قومي شوفيني، بغية خداع الراي العام المصرى، وبنفس الوقت يسمح للاعلام المصرى بأعادة تجميع الاوراق من جديد ليعاد ترتيبها بما يضمن الامساك بكل الخيوط السياسية للخارطة العنصرية الجديدة، والذي بدوره يضعف والى حد كبير المقومات الضرورية للتأييد الشعبي الواسع المناهض والمقاوم لاستيطان الغرباء فى النوبة الأصلية، واهدافه التكتيكية والبعيدة ، بما يهدف اليه من شرعنة وتكريس للنظام السياسي الجديد، ، الى جانب وجود تواطؤ وتعاون مع هولاء الكتبة الحاقدين المنبوذين من المجتمع النوبى، الذين يسخرون اقلامهم من اجل تلك الحفنة من الجنيهات .. عجبا لهؤلاء الأقزام! يفرحون ويمرحون واخوانهم يلاقون ما يلاقون .. عجبا لهم! وهم يحيكون الدسائس والمؤامرات، ويتخذون الذرائع والحجج الواهية مطية لبيع النوبة بأكملها للإدارة القمعية التابعة للحاكم العسكرى فى محافظة أسوان .. نحن النوبيين لا نراهم سوى حفنة من البشر الانتهازيين الذين ينشدون الثراء، والشهرة الرخيصة .. لو كان فيهم من هو مثال جيد لما ظل أبناء النوبة ينظرون لهم بتلك النظرة الدونية .

ان رهاننا اليوم على صدق وطنية الكثير من القيادات النوبية الشعبية منها والفكرية والنخب الاجتماعية، في التحرك الفعال والمنسق لأنعاش التلاحم النوبى، وفي العمل على تشكيل التكتل النوبى الواسع ليكون نواة لمرجعية نوبية تتسع لكل القوى المناهضة للعنصرية والتطهير العرقى، ولتكن النبذ الحقيقي لكل ما يمت الى العرقية والتمييزالعنصرى، ومعالجة تداعيات عملية الاستيطان العنصرى في النوبة الأصلية، واعادة النظر في طروحات القوى النوبية التي دخلت العملية السياسية على اساس كونها ساحة كفاح ضد القهر ومشاريعه، وتوسيع جبهة دعم المطالبين بعودة النوبيين لديارهم وممتلكاتهم التاريخية .. وهل وجود بعض الحساسيات فى عاصمة المدائن المصرية عن الحراكى النوبى وراء الزيارة المفاجئة للصحفى المصرى احمد فؤاد جويلى للبانتوستات النوبية؟ أم بسبب استنهاض الوعى النوبى؟ ( وبالمناسبة لقد تبلور الوعي القومي لدى النوبيين في كل من السودان ومصر وخاصة فى الأيام الأخيرة ). ولماذا توجه الأخ جويلى فجأة الى البنتوستات النوبية؟ وما إنطباعاته عن أهل النوبة بعد زيارة لهم؟ وهو الذى لم يطئ قدمه فى المنطقة ربما فى حياته! فالمحصلة النهائية لهذه الزيارة التشخيصية يصعب أن تداوى بلقاء وعناق بعض النوبيين البسطاء، أو بسيل من البيانات الساذجة، والتى تحمل لهم أروع الخيالات، ويغرقهم بالآمال والأحلام، ولا ترتبط بواقعهم اليومى .. أكاد أجزم أنه لا يوجد جديد يمكن أن يضاف إلى ما كتبه الأخ احمد فؤاد جويلى فى جريدة العربى الناصرى .. جاء الأخ الصحفى الى البانتوستات النوبية بصورة النوبة الجديدة كما رسمها فى خياله، وهو يغنى بنفاق أمجاد سدنته وسادته الذين يدفعون له لأجر على كذبه وعمله لتضليل أهل مصر والنوبة ... إنها جريمة التضليل والتخدير والتغفيل ، وهدهدة الآمال الخادعة ، في ذلك الضمير المخدوع . ( مجرد للتنويه: منطقة البانتوستات كما أسلفنا سابقا، كانت أوكارا لمطاريد العدالة، ومخابئ لقطاع الطرق الملثمين ) . ومن المؤسف يحاول الصحفى جويلى فى مقاله المضلل أن يقلب الاحداث، ويزيف الحقائق النوبية، والحضارة النوبية التى لا تدانيها حضارة، والنيل من تاريخها وآثارها وعراقتها التاريخية، حتى يثبت حضرته للناس أنه هو الأفضل فى تزييف الحقائق، ورأيه هو الرأى الصائب ... وأنه هو المبدع للأفكار الجديدة .

طالبنا من رؤساء التحرير فى الصحف القومية والمعارضة المصرية إفساح المجال للنوبيين لتفنيد ودحض الأكاذيب، والادعاءات المفتعلة التي باتت معروفة فى الصحافة المصرية ... للأسف امتنعوا عن الإجابة . كيف يمكن أن يستجيبوا لطلبنا، وعملهم مرتبط بالسلطة ؟ كيف تكون لهم مصداقية ؟ والمصداقية لا تتحقق إلا بحرية الصحافة الكاملة!. أن الظلم الواقع على الشعب النوبى هو المؤشر الحقيقى في انتشار موجة من حالة الاحتقان والغضب والاستياء اللامحدود التي تجتاح المنطقة النوبية، وأيضا من التشتت النوبى في جعل النوبيين موزعين في انحاء متفرقة من العالم ، وإستبدال أسماء نوبية أصيلة بأسماء غريبة لاتمت صلة بالنوبة والنوبيين .. الأن نطالب من النظام القائم حقوقنا المسلوبة، نشير في نفس الوقت إلى أن الحقوق تنتزع ولا توهب .. فيجب علينا أن نتخذ الدروس والعبر من تاريخنا المليء بالمواجهات على مدى الزمان، وكذلك ما مرت به أمتننا من نكسات مروعة ، ومن جراء التعليات التعددية، والسدود الظالمة، ما كان لها أن تكون لولا تهاوننا في اتخاذ القرار الجماعي الحاسم، ومواجهة المخاطر والأهوال بكل اقتدار. إننا أمة تمتلك التاريخ، وتمتلك الحضارة العريقة، فعلينا أن نعيد مجد أمتنا، ونحيي تاريخ هذه الأمة العريق، لنحيا بكرامة وإباء، ونصمد أمام كل التحديات والتهديدات، ونتصدى لكل المواجهات والاعتداءات . ومهما كان النفق النوبى طويلا ومظلما فإن الضوء سيكون فى نهايته... وبأن التغيير قادم نحو البنـــاء، ونقل عسي أن يكون قريبا / فؤاد شباكا

0 Comments:

Post a Comment

<< Home