nubian blogger

Thursday, February 02, 2006

الإنسان النوبي اينما كان واينما تواجد

الأستاذ هجرس سعد ـ تحية طيبة

أستوقفنى مقالك بعنوان . من يشعل فتيل القنبلة النوبية ؟ للأسف لم أرى إلا المزيد من السطور، تخلو من الكلمات الجادة والمشاعر الصادقة لأبناء النوبة والقضية النوبية ، بل توجت علامة الإستفهام ملكة للكلمات والحروف ـ أهو إستفهام يملؤه الأمل ـ أم يملؤه التشاؤم؟ ياأخى نحلم بالكثير، والكثير من الأحلام التى تحلق فوق أهداب السحاب .. لعلنا نرى وأنت معنا رؤية جديدة لتفعيل قضيتنا العادلة ـ أو لعلنا نستطيع أن نرسم معك مستقبل أجيالنا القادمة / فؤاد شباكا

----------------------------------------------------------


الإنسان النوبي اينما كان واينما تواجد

فؤاد شباكا


يمثل أبناء النوبة أقلية عرقية فى مصر، حيث تقرب نسبتهم إلى3 مليون نسمة من العدد الإجمالي لسكان البلاد البالغ 72 مليون نسمة؛ ويطالبون منذ أمد طويل بإجراء إصلاحات للتصدى للتمييز العنصرى المنهجى الذى يتعرضون له يوميا ومنذ 175عاما بما في ذلك انتحال الحجج والمعاذير الواهية لمنع النوبيين من العودة إلى أرض الآباء والأجداد . وكانت السلطة المحلية حذرت ناشطين نوبيين، من أنها لن تقبل بأى أنشطة سياسية مستقلة فى المناطق النوبية، للتأكد من خضوع الجميع التام، وتخويف الجماعات القيادية الناشطة في المنطقة النوبية والتلويح لأعضائها بأنهم يمكن أن يلقوا المعاملة العقابية داخل السجون مع المعتقلين بأعداد كبيرة في زنازين تفتقد للمواصفات الصحية ... والهدف بالطبع قبولهم البقاء تحت العناصر القيادية في النظام الحاكم ، كدليل على الطاعة والخنوع لذوي الأمر المطلق والسلطان الأكبر .. ومع ذلك فإن هذا الاختلاف الجوهري فيما يتعلق بعلاقة الحالة النوبية مع السلطة المصرية مقارنة بحالة الأقليات الأخرى فى المنطقة، لا يمكن إعتبارها الصلة الوحيدة في التباين بين معطيات الحالتين ، لأنها تعكس في طياتها واقع القهر والظلم الذي يتعرض له الإنسان النوبي أينما كان وأينما تواجد، ربما وجدت الإشاعة صدى في النفوس الضعيفة لأن أرباب المنافع جهدوا في تمويه وتشويه الحقائق، وأصحاب النفوس القلقة عادة يتلقفون الكذب أكثر من اهتمامهم و تحريهم للصدق


فقد تعرض الكاتب النوبى الكبير حجاج هذه الأيام لأشرس حملة هيستيرية على يد الطابور الخامس النوبى بهدف تبرير موقف السلطة المستبدة، يبغون تقديم خدماتهم للحاكم بغرض التزلف اليه والتقرب لديه على حساب شعبهم ليدخلوا التاريخ من أسوأ أبوابه .. أما عن تلك الادعاءات الكاذبة التى روجتها بعض النوبيين المتبطرين المملوكين بالتبعية للسلطة، قد غطى عليهم وعلى أحوالهم البائسة لتمتلئ قلوبهم بالحقد والكراهية إلى حد الفجاجة ووقاحة المنطق .. أما الكاتب النوبى الكبير حجاج أدول فنرى فيه ناشطا من زاوية إنسانية متجددة، وقد جسد القضية النوبية فى المحافل المحلية والدولية ، وكان صادقا مع نفسه ومع شعبه، برؤية فكرية صائبة يرى من خلالها أن مصر لجميع أبنائها، وأن المواطنة الحقة للجميع بدون تمييز .. فالحقيقة بدون أدنى شك هى الرد على كل التحامل الاتهامى لأديب النوبة، ومن ثم فقد بات من غير المستغرب لخدمة ذلك الهدف أن تجرى محاولات لوى عنق الحقيقة من أجل خدمة أغراض سياسية من بعض الفئة النوبية المرتزقة المحكومة بأجندة حكومية ... ولعل أسوأ ما طرأ في الآونة الأخيرة ، تلك التقارير التأمرية التى قرأناها على صفحات الجرائد القومية والمعارضة، لتفريخ شهود التزييف وليس الإثبات وبشكل مبتذل ضد أديب النوبة ، وهو الذى فضح تلك الفئة النوبية المهووسة، وتعريتها أمام الشعب النوبى . يبدو أن هؤلاء المرتزقة هم الذين يعانون من حالة التوهان وفقدان للهوية النوبية ، أنهم يتخذون مواقف ضد النوبيين ، وأدعوا ظلما بأن لم يروا أي اضطهاد في مصر ، ويحكون حكايات وأشياء نجدها وهما وخيالا، ما يقطع الطريق تاليا على هؤلاء الذين جعلوا من هذه التقارير قميص عثمان، وهم لا يكلون أو يملون من خلال التضليل الإعلامي لتوظيف أحاديثهم وحواراتهم كقرينة للنيل من صدق أديب النوبة ومن تطلعه نحو حياة أفضل لشعب النوبة ، وأساسا لحجب هوية المسئولين الحقيقيين عن المعاناة والآلام التي عاناها النوبيون .. بالتأكيد هذا العمل التآمرى لا يمكن أن ينطلى على وعى المواطن النوبى المصرى فى مصر وخارجها، ولذلك الآن تقوم القرى النوبية بتجميع توقيعات مؤيدة لحجاج أدّول تقول بأنه ضمير النوبة ولسان حالها، وسوف تصل تلك التوقيعات قريباً. وسيكون أكثر من مؤتمر نوبي يعلن نفس الأمر.. أن أدّول هو ضميرنا الحي الجرئ ، الذى يعبر عن الصوت النوبي الحقيقي الموجود في كل نوبي نبيل يحب النوبة، وليس الطابور الخامس الحاقد على نجاح حجاج أدّول والذين يضربهم الجبن في قلوبهم ويلوث ضمائرهم

النوبيون حافظوا على خصوصيتهم قدر استطاعتهم وذلك وسط بحر متلاطم من الاضطهاد والقهر والتمييز العرقى ـ كانت وما زالت عداوة رجال السلطة المستقرة فى قلوبهم تجاه أبناء النوبة أكبر من مسألة العنصرية أوغيرها .. فما زالت هناك رغبة جامحة عند السلطة لاستئصال الخصوصية النوبية من لغة وثقافة وتراث وتقاليد وتاريخ ، ومحاولاتها المستمرة إلى طمس هوية النوبيين، والعصف بأبسط حقوقهم الأساسية التي كفلتها المواثيق الدولية، ضاربة بعرض الجدار لكل المحاولات والمجهودات الحثيثة التي يبذلها المخلصون من أبناء النوبة من أجل دعم وحدة الصف الوطنى الواحد فى وادى النيل .. وقد بلغت المأساة مداها بعد ما أصدر البكباشى عبد الناصر فى عام 1964 قرارا بطرد النوبيين خارج النوبة لبناء صرحه المشؤوم ... فكان قرار الحاكم العسكرى آنذاك هو ردع كل من يتسول له نفسه أن يتمرد أو يخالف أمر الطرد ، فيعاقب بالاعتقال والسجن ... وعندما اندلعت الصدور المحترقة المعروفة بثورة مثقفى النوبة، طاردتهم رجال الأمن وسلاح الحدود حتى بوابات النوبة العليا بالسودان ، العديد من الذين اعتقلوا اتهموا بإنتماءهم لأحزاب يسارية معادية للسلطة .. وهم الرموز النوبية الرافضة لسياسات الإقصاء والتمييز والإضطهاد العنصرى، التى مارستها الأقلية البيضاء ضد الشعب الأسود تحت حكم (الابرتهايد) في جنوب أفريقيا .. منذ عام 1964 ذلك العام الأسود فى تاريخ الشعب النوبى، والنوبى يعاني من الاضطهاد والقهر والاستلاب والغربة، والحرمان من أرضه التي صارت لغيره . وهكذا جعل النظام الفاشى النوبة البقرة الحلوب له ولغيره من الغرباء، ومقبرة جماعية لأبنائها .. فعلى جماهير شعبنا النوبى بضرورة متابعة العمل الميداني المناهض للاستبداد والصهر وإلغاء الوجود من أي جهة كان.. تعاني غالبية الشباب النوبي من الأزمة الاقتصادية، ومن الإقصاء السياسي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر . ولهذا يشكل الشباب خميرة المعارضة وطلائعها . وسيقدمون أنفسهم فى المستقبل القريب كبديل على المستوى السياسي والفكري باعتبارهم جيل المستقبل والوريث للشرعية الثقافية والتاريخية بمكوناتها القومية والاثنية .. هذا الشعب النوبي الذي يتمتع بالحيوية والنمو والتطور، لن يستكين ولن ينقرض كما راهن وتوقع رجالات وقيادات السلطة المصرية ، وهاهو يتطلع إلى العودة إلى أرض الآباء والأجداد ويتكاثر ويتزايد داخل الوطن وخارجه على أمل العودة دون نسيان أرض الآباء والأجداد، وسيبقي متشبثا بأرضة ويدافع عن أرضة وعرضه حتى يعود إليه ..‏ يقول مانديلا في سيرته الذاتية‏:‏ الطريق الطويل من النضال يؤدى الي نور الحرية ‏. إذن علينا أن نسعى نحو النور، ونخرج من صحراء الصمت ، لكي يسمعوا صوتنا الجديد العالم الحر، وعلى ما نتعرض من "القوانين العنصرية" والتي انعكست نتائجها بشكل أساسي علينا، وبأن هناك 3 مليون نوبي مصري مضطهدون منذ175عاما / فؤاد شباكا - ناشط نوبى

0 Comments:

Post a Comment

<< Home